سباق الانتخابات البلدية التركية يحتدم.. وأنقرة وإسطنبول المعركة الكبرى
يستعد الشعب التركي في 31 مارس القادم، للعودة إلى صناديق الانتخابات البلدية التي ستقرر من يحكم بلديات تركيا خلال السنوات المقبلة.
فبعد أقل من عام على الانتخابات البرلمانية والرئاسية، تدخل الأحزاب السياسية التركية الانتخابات البلدية بخريطة سياسية مختلفة عن تلك التي شهدتها البلاد في انتخابات العام الماضي، مع انفراط عقد التحالفات، سواء التحالف الجمهوري الحاكم أو تحالف الشعب المعارض.
وباستثناء استمرار التعاون بين حزب “العدالة والتنمية” الحاكم، وحليفه حزب “الحركة القومية”، تكاد أغلب الأحزاب السياسية تخوض الانتخابات البلدية منفردة.
التحالف الجمهوري الذي كان عماده “العدالة والتنمية” و”الحركة القومية”، خسر حزب “الرفاه من جديد”، الذي يخوض الانتخابات منفرداً بعدما حقق 3.3% من الأصوات في إسطنبول بالانتخابات النيابية الأخيرة.
كما أن أحزاباً أخرى كانت في التحالف الجمهوري تخلت عنه وهي لم تحقق أرقاماً كبرى في الانتخابات البرلمانية.
انتخابات إسطنبول
أما تحالف الشعب المعارض فيعد أكبر المتضررين إذ انفرط عقده، فالحزب “الجيد” الذي حقق في إسطنبول 8.23% في الاستحقاق البرلماني، وحزب “ديم الكردي” الذي خاض الانتخابات النيابية باسم “اليسار الأخضر” ودعم مرشح تحالف الشعب وحقق في إسطنبول 8.18%، قررا خوض الانتخابات بعيداً عن تحالف الشعب الذي كان يقوده حزب “الشعب الجمهوري”، فضلاً عن خوض أحزاب “السعادة” و”المستقبل” و”دواء” الانتخابات منفردة.
في الوقت نفسه، برزت أسماء مرشحين اثنين لانتخابات بلدية إسطنبول، وهما الوزير السابق مراد كوروم عن “العدالة والتنمية”، الذي سيكون أبرز المنافسين لرئيس البلدية الحالي مرشح “الشعب الجمهوري” أكرم إمام أوغلو.
ومن الواضح أن المنافسة ستكون بينهما على أشدها، ودعم ناخبي بقية الأحزاب سيكون عاملاً حاسماً، فإمام أوغلو حقق شعبية سياسية كبيرة في إسطنبول وتركيا، وكوروم لديه مواصفات للمنافسة الشديدة بدعم من الحكومة.
وإضافة لحزبي “العدالة والتنمية” و”الشعب الجمهوري”، سمى الحزب “الجيد” بوغرا قاونجي مرشحاً له في إسطنبول، وسمى حزب “ديم” الكردي وهو اختصار لـ”شعوب المساواة”، الاسم الجديد لحزب “اليسار الأخضر”، مرشحيه في إسطنبول، إذ قدّم مرشحين مشاركين هما ميال دانش بيشتاش ومراد تشبني، وسمى حزب “الرفاه من جديد” في إسطنبول مرشحاً هو محمد ألطن أوز.
انتخابات أنقرة
التنافس الحاد في إسطنبول ينطبق على العاصمة أنقرة، حيث يسعى “الشعب الجمهوري” لإبقاء رئيس البلدية الحالي منصور ياواش، وينافسه من “العدالة والتنمية” تورغوت ألتن أوك، فيما سمى الحزب “الجيد” حنغيز توبال مرشحاً له في العاصمة.
كما يستعد حزب “ديم” لتقديم مرشح له في أنقرة، وسمى في المدينة “الرفاه من جديد” مرشحه الوزير السابق وعضو “العدالة والتنمية” السابق سعاد كلج.
ولا يختلف مشهد التنافس الحاد في كبرى المدن الأخرى، كإزمير وأنطاليا وبورصا وأضنة وقونيا ودياربكر، ويتباين التفوق النسبي لكل حزب في الولايات.
فمثلاً في الغرب التفوق لـ”الشعب الجمهوري”، أما في ولايات الأناضول فهو لـ”العدالة والتنمية”، فيما في جنوب شرق تركيا يتقدم “ديم” الكردي.
منافسة كبرى
وهذه الخريطة الجديدة تجعل المنافسة أكبر، وتخلط الأوراق في طريق رسم خريطة المشهد السياسي الجديد في تركيا.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن عن مرشحي حزبه في 48 ولاية، من بينهم المرشح لبلدية أنقرة.
وقال أردوغان: "هدفنا في بلديات حزب العدالة والتنمية وبلديات الأحزاب الموجودة معنا في تحالف الشعب هو تقديم الخدمات الحقيقية أمام البلديات التي هي بحوزة المعارضة، ومن أجل ذلك أعددنا للانتخابات القادمة مرشحين على قدر عال من المسؤولية لمتابعة احتياجات شعبنا".
وأضاف قائلاً: "المعارضة هي نفسها كما كانت في السابق، تحالفات سرية وخلافات فيما بينها حتى وصلت إلى التشتت وانتهاء التحالفات ليس لديهم التزام بوعودهم".
ويؤكد أردوغان مرارا بأن الانتخابات البلدية مهمة بالنسبة لحزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي وضع نصب أعينه هدفا لإعادة السيطرة على أكبر ثلاث مدن في البلاد، أنقرة وإسطنبول وإزمير، والتي تقع الآن تحت سلطة ممثلي كتلة المعارضة.
2024-02-29
Amazing Istanbul
Amazing Istanbul