تركيا تحبط عملية للموساد الإسرائيلي لاختطاف مهندس فلسطيني اخترق القبة الحديدية
كشفت صحيفة "ديلي صباح" التركية في تقرير لها الأربعاء، عن تمكن المخابرات التركية من إنقاذ مهندس برمجيات فلسطيني من يد جهاز الموساد الإسرائيلي في ماليزيا.
وكشفت التقرير أن جهاز الاستخبارات التركي أفشل عملية لجهاز الموساد الإسرائيلي لاختطاف مهندس برمجيات فلسطيني ويدعي "عمر أ" واقتياده إلى إسرائيل في شهر سبتمبر 2022.
وبحسب مصادر استخباراتية، فقد حاول جهاز الموساد الإسرائيلي على مراحل متعددة وفي أوقات مختلفة استدراج المهندس الفلسطيني "عمر أ." منذ أن كان في غزة وبعد انتقاله إلى إسطنبول.
ويتتبع الموساد عمر أ. منذ عدة سنوات بعد نجاحه باختراق برنامج عمل القبة الحديدية الإسرائيلية المضادة للصواريخ لمصلحة كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية، عامي 2015 و2016، بالإضافة إلى تطويره برنامجاً استخدمته وزارة الداخلية في قطاع غزة لاختراق الهواتف التي تعمل بنظام آندرويد.
وأصبح عمر أ.، الذي درس وتخرج من الجامعة الإسلامية في غزة، مذّاك على رادار الموساد الذي حاول التوصل إليه واستقطابه بعدة طرق.
وكانت أبرز تلك الطرق محاولة عرض عدة وظائف سخية الرواتب بشركات عالمية على عمر أ.، الذي قادته الريبة إلى رفض عرض أرسله الموساد عبر وسطاء متخفين للعمل في شركة نرويجية للبرمجة عام 2019.
وانتقل بعدها المبرمج الفلسطيني للإقامة في تركيا عام 2020 حيث استمر الموساد في تتبعه ومحاولة استقطابه عبر عدة عروض للعمل وهو ما فطن إليه جهاز المخابرات التركي وحذر عمر منه في عدة مرات.
وبحسب تقرير الصحيفة، حاول عميل يدعى رائد غزال، من خلال اتصال عبر واتسآب وبادعاء أنه يمثل شركة Think Hire الفرنسية، تجنيد عمر للعمل في هذه الشركة، والتقى الاثنان وجها لوجها، في يونيو أغسطس عام 2021.
وأضافت الصحيفة أن مهمة تجنيد عمر انتقلت من غزال إلى عميل آخر للموساد، يدعى عمر شلبي، وأن هدف العميلين كان اختطاف المهندس الفلسطيني ونقله إلى إسرائيل.
وعرض شلبي على عمر مبلغ 10 آلاف دولار من أجل كتابة برمجية، وقد حوّلت الشركة الفرنسية المبلغ من خلال عميل للموساد يدعى جون فوستير.
وتابعت الصحيفة أن مهمة اختطاف عمر انتقلت إلى عميل آخر للموساد، يدعى نيكولا رادونيي (44 عاما)، في يونيو الماضي، والذي التقى عمر في اسطنبول وعرض عليه راتبا بمبلغ 5200 دولار إذا عمل من تركيا، و20 ألف دولار إذا وافق على الانتقال إلى البرازيل للعمل منها.
وأضاف أن العمل سيكون ضمن طاقم يعمل فيه أشخاص وذكر أسماءهم: عبد البار محمد كايا، فؤاد أسامة حجازي، ومواطن مغربي يدعى يوسف دهمانا غدير.
وادعى رادونيي خلال لقائه مع عمر أن لديه علاقات في دائرة الهجرة في اسطنبول، وطلب منه أن يرسل جواز سفره وعنوانه بشكل فوري، بادعاء أن يتمكن من إخراجه من تركيا.
ووفقا للصحيفة، دخل جهاز الاستخبارات الوطنية التركي على الخط، وأوضح لعمر ألا يفعل شيئا. وكان وزير الخارجية التركي الحالي، هاكان فيدان، يرأس جهاز الاستخبارات الوطنية في حينه.
وتابعت الصحيفة أن عمر سافر إلى ماليزيا لمدة 15 يوما، في نهاية سبتمبر من العام الماضي. وتلقى عمر قبل سفره تعليمات من جهاز الأمن الوقائي التركي في الاستخبارات الوطنية، وطالبته بوضع تطبيق في هاتفه يسمح بمعرفة مكان تواجده في أي وقت.
وأضافت الصحيفة أن الموساد اختطف عمر، في 28 سبتمبر الماضي، في العاصمة الماليزية كوالالامبور، وجرى التحقيق معه في مبنى يبعد 50 كيلومترا عن العاصمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن فريق من الموساد حقق مع عمر لمدة 36 ساعة شملت محادثات فيديو من تل أبيب، وحاولوا فهم كيف تمكن المهندس من تعطيل "القبة الحديدية" وأي لغة مشفرة استخدم وكيف اخترق هواتف تستند إلى برنامج أندرويد يحمله موظفون حكوميون وجنود إسرائيليون.
وقالت الصحيفة، خلال تحقيق فريق الموساد مع عمر، استخدم جهاز الاستخبارات الوطنية التركي نظيره الماليزي، الذي اقتحم مكان التحقيق وأنقذ عمر.
وعلى مدار السنوات الماضية فكَّكت الاستخبارات التركية عدداً من خلايا الموساد الإسرائيلي التي حاولت العمل في الأراضي التركية واستهداف فلسطينيين وعرب ومصالح تركية.
Amazing Istanbul