من هو مراد كوروم المرشح لرئاسة بلدية إسطنبول؟
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في يناير الماضي، ترشيح "مراد كوروم" لمنصب رئاسة بلدية إسطنبول عن حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية التي ستجري مارس المقبل.
وقال اردوغان خلال مؤتمر الإعلان عن بعض مرشحي رؤساء البلديات عن حزب العدالة والتنمية، إنهم سيعملون على إنهاء "فترة خلو العرش بإسطنبول في انتخابات 31 مارس 2024، وستحصل على مرادها".
وأضاف أردوغان "إسطنبول لا يمكنها أن تتحمل الضياع 5 سنوات أخرى"، في إشارة إلى فترة رئاسة أكرم إمام أوغلو للبلدية الكبرى.
من هو مراد كوروم؟
هو سياسي ونائب برلماني سابق، كما شغل منصب وزير البيئة والتطوير العمراني في حكومة أردوغان السابقة.
برز في مجال التطوير الحضري للمدن عبر إنشاء مساكن عصرية آمنة وصحية. كما اشتهر بقدرته على إدارة مخاطر الكوارث الطبيعية واهتمامه بقضايا البيئة والمناخ.
ولد مراد كوروم في عام 1976 في منطقة "تشانكايا" بالعاصمة أنقرة، وأنهى تعليمه الابتدائي والإعدادي في أنقرة. وفي عام 1999 تخرج كوروم من كلية الهندسة والمعمار بجامعة سلجوق في مدينة قونية.
وفي عام 2017 حصل كوروم على الماجستير في التحول الحضري بمعهد العلوم الفنية بجامعة أوكان.
وخلال الفترة بين عامي 1999 و2005 عمل كوروم في مؤسسات خاصة مختلفة.
وفي الفترة بين عامي 2005 و2006 شغل منصب خبير في رئاسة وحدة التنفيذ التابعة لشركة توكي في أنقرة، بينما شغل منصب مدير وحدة التنفيذ بالجانب الأوروبي لرئاسة وحدة التنفيذ التابعة لشركة توكي في الفترة بين عامي 2006 و2009 والمدير العام لشركة إملاك كونوت وهى إحدى الشركات التابعة لإدارة الإسكان الجماعي التابعة لرئاسة الوزراء وذلك في الفترة بين عامي 2009 و2018.
في الفترة بين عامي 2018 و2023 شغل كوروم منصب وزير البيئة والتخطيط العمراني والتغيير المناخي من ثم فوزه بمقعد نائب الحزب عن مدينة إسطنبول بالدورة التشريعية الثمانة والعشرين.
وقد أثبت جدارته وتميزه في عمله، بعد تعينه عام 2009 مديرا عاما لشركة "إملاك كونت" التابعة لمؤسسة "توكي"، وعضو مجلس الإدارة فيها، وعمل على تطوير الشركة وتحقيق نمو كبير فيها، ونجح في تحويل الرؤية العامة للشركة نحو إنجاز مساكن آمنة وصحية وتوفير مساحات سكنية عصرية في إسطنبول.
وقد كان مجموع ما أنجزته شركة "إملاك كونت" لا يتعدى 25 ألف مسكن، فزاد عدد المساكن بعد توليه الإدارة إلى مئات الآلاف، كما جعل من الشركة علامة تجارية معروفة في إنشاء المساكن الفاخرة والمتوسطة. وتحت إدارته نفذ أكبر مشروعين في تاريخ الشركة، الأمر الذي جلب مليارات الدولارات من الخارج إلى اقتصاد البلاد.
وعقب زلزال فبراير 2023، والذي دك العديد من الولايات التركية، أقام قوروم في المنطقة المنكوبة ما يقارب شهرين، وتحت قيادته تم إنشاء 180 ألف مسكن مؤقت بالتعاون مع مؤسسة توكي وشركة إملاك كونت.
وعمل قوروم على تقوية المباني، والتأكد من سلامة عشرات الآلاف من المساكن ضد مخاطر الزلازل والكوارث الطبيعية، وخاصة في ولاية إسطنبول التي تنتظر زلزالا كبيرا بحسب التوقعات.
كما قاد حملة "النصف علينا" التي أعلن عنها الرئيس أردوغان، والتي تدعو لمشروع تحول عمراني في إسطنبول، تتكفل فيه الحكومة بنصف تكاليف إعادة بناء المباني القديمة.
ترشيح مراد كوروم
يذكر أنه بعد ساعة ونصف من إعلان اسمه مرشحاً لبلدية إسطنبول قال مراد كوروم في أول كلمة له: "سنسير مع فريقنا وجميع زملائنا، من أجل 16 مليون إسطنبولي، وسنعمل على مكافحة الفوضى وسوء التنظيم في الولاية، وإزالة مخاوف شعبنا بشأن الزلزال".
وأضاف: "رئيس بلدية إسطنبول يجب أن يكون على استعداد للعمل في أي مكان وفي أي وقت، سنعمل حتى لا يبقى أي مبنى محفوفا بالمخاطر في إسطنبول، ولن نتوقف حتى تنتهي مشكلة المواصلات على طرقاتنا".
وتابع: "ستنتهي فترة التوقف وستبدأ فترة الصعود. البلدية الحقيقية تعني أن نكون بجانب مواطنينا ونحل مشاكلهم. خصمنا سيكون اللامبالاة والإهمال وعدم وجود نظام في إسطنبول".
وتشغل زوجته سنغول منصباً رفيعاً في هيئة تنظيم وسائل الإعلام في تركيا منذ عام 2021، ولديه 3 أولاد.
استعادة إسطنبول
وتعد استعادة بلدية إسطنبول الكبرى أولوية قصوى لدى الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه الحاكم، وفي خضم ذلك أولى مهمة استعادة المدينة الأكبر سكانياً في تركيا لوزير البيئة والعمران السابق مراد كوروم، في منافسة لن تكون سهلة المنال.
وكانت خسارة بلديات إسطنبول وأنقرة في عام 2019 بمثابة صدمة لأردوغان وملايين الأعضاء في حزب العدالة والتنمية الحاكم والمؤيدين له بعد 25 سنة من قيادتها، خصوصاً مع تأكيدات أردوغان المستمرة على أن "من يدير إسطنبول يدير تركيا".
ويعتبر ترشيح مراد كوروم تقديماً لشخصية شابة (كوروم 49 عاماً) وصعود لشخصية جديدة غير مستهلكة حزبياً وسياسياً ما يبث روح جديدة في الحزب، ويستقطب فئة واسعة من الشباب المحافظين والمتأرجحين.
ومن المرجح أن أردوغان أعاد اختيار شخصية محافظة معتدلة لقيادة إسطنبول ولكن من خلفية غير قومية مباشرة في محاولة لاستقطاب الصوت الكردي، في إعادة لسيرة الحزب الأولى التي كانت تركز على الأشخاص المعتدلين أيديولوجياً خصوصاً بما يتعلق بالبلديات.
2024-02-27
Amazing Istanbul
Amazing Istanbul