يعتبر "برج الفتاة" بمدينة اسطنبول، من أشهر المعالم السياحية في تركيا حيث يحيط بالبرج العديد من الأساطير والقصص الخيالية التي تزيد من سحره وجاذبيته.

ويقع البرج الأسطوري في الطرف الآسيوي لمدينه إسطنبول بين منطقة (أسكودار) و(هارم) في الشاطئ الممتد مقابل إسطنبول القديمة في قلب مضيق البوسفور.

وتحيط بالبرج عدد كبير من الأساطير، منها:

- أسطورة الأميرة المحمية

حيث تروي إحدى الأساطير أن إمبراطورًا بيزنطيًا تلقى نبوءة تفيد بأن ابنته ستموت بلدغة أفعى في عيد ميلادها الثامن عشر. ولحمايتها، قام ببناء البرج وعزلها فيه. لكن في يوم عيد ميلادها، وصلت إليها سلة فاكهة تحوي أفعى مختبئة، لتتحقق النبوءة رغم كل الاحتياطات.

- قصة هيرو وليندر

وفقًا لأسطورة يونانية، كان البرج مسكنًا لكاهنة تدعى هيرو. وقع في حبها شاب يدعى ليندر، وكان يسبح كل ليلة عبر المضيق لرؤيتها، مسترشدًا بضوء مصباح تضعه على نافذة البرج. في إحدى الليالي العاصفة، انطفأ المصباح، فضل ليندر طريقه وغرق.

- حكاية الفتاة الذهبية

تقول أسطورة أخرى إن فتاة ذهبية كانت تعيش في البرج، وكانت تخرج كل صباح لتمشي على سطح الماء، ناثرة الذهب على الشواطئ المحيطة.

أما سبب تسميته بهذا الأسم، فيرجع إلى لعدة أسباب محتملة:

1 - الأسطورة البيزنطية: ارتبط الاسم بقصة الأميرة التي عزلها والدها في البرج لحمايتها من النبوءة، كما ذكرنا سابقًا.

2 - التسمية العثمانية: خلال الفترة العثمانية، كان يطلق على البرج اسم “قز قلعسي” باللغة التركية، والتي تعني حرفيًا “قلعة الفتاة” أو “برج الفتاة”.

3 - الاستخدام التاريخي: في بعض الفترات، استخدم البرج كمكان لعزل النساء من العائلة الحاكمة، مما قد يكون سببًا آخر للتسمية.

4 - الأسطورة اليونانية: قد يكون الاسم مرتبطًا أيضًا بقصة هيرو، الكاهنة التي عاشت في البرج وفقًا للأسطورة اليونانية.

4 - الرمزية الثقافية: في الثقافة التركية، يرمز البرج أحيانًا إلى العذرية والنقاء، مما قد يكون سببًا إضافيًا لتسميته ببرج الفتاة.

برج الفتاة

في عام 2000 افتتح "برج الفتاة" ليكون مطعماً إضافة لكونه مزارا للسياح والراغبين بمشاهده البرج من الداخل.

وللذهاب إلى المطعم فيه عليك أن تحجز قبل وصولك حيث يقدم فيه الغداء والعشاء وحفلات الزفاف وسفرات الإفطار في رمضان.

وتتكون قائمته من الطعام العثماني القديم بشكل فاخر وخدمة راقية ويمكن الذهاب للمطعم من منطقه كبتاش KABATAS على رأس كل ساعة من الـ 9 صباحا حتى الـ 6 مساء.

ويتيح لك البرج التقاط صور تذكارية ساحرة وأنت بوسط البحر ومن خلفك الطرف الآسيوي، ومن أمامك الطرف الأوروبي، حيث يكون المشهد ساحراً وأنت تلتقط صورك وأمامك مآذن جوامع إسطنبول الأثرية التي تعانق السماء.

على كورنيش برج الفتاة على الطرف الآسيوي، تتوافر العديد من المقاعد الخشبية بطول رصيف البوسفور. كما يمكنك تناول الفطور أو الغداء أو العشاء في هدوء وراحة في المطاعم التي تطل على برج الفتاة. كما ستستمع بشراء بعض الأكلات أو الهدايا التذكارية من الباعة الجوالين، الذي ينتشرون على طول رصيف الكورنيش.

ويوجد في داخل البرج، عدد من المطاعم التي يمكنك الصعود إليها عبر درج لولبي، والتي تقدم الوجبات والأطعمة المتنوعة من خلال قائمة واسعة من المأكولات التّركيّة المحلّيّة التّقليديّة بأجواء خلابة.

كما ستشاهد مجسمات تجسد قصة الفتاة وخاصة رواية الأميرة والثعبان الذي قتلها، ولوحات فنية أخرى تعبر عن قصة البرج وما يرتبط به من قصص وأساطير، إلى أن تصل إلى أعلى البرج، والذي سيبهرك رؤية المنظر البديع لطرفي إسطنبول.

ويوجد بالبرج منظار مثبت هناك يمكنك أن تشاهد فيه المدينة عن قرب، حيث ستشاهد معالم واضحة كقصر "دولمه باغجه"، الذي يزخر بأكثر من 55 ألف تحفة تاريخية، ومنطقة السلطان أحمد ومسجد آيا صوفيا، ومنطقة معمر سنان، هذا فضلاً عن مشاهدة السفن التجارية العملاقة وهي تعبر البوسفور على مقربة جداً من البرج.

يتكون البرج، من 6 طوابق يبلغ ارتفاعها 23 متراً، يربط بينها درج لولبي يمكن من خلاله التنقل بسهولة، للاستمتاع بالمطاعم والمقاهي .

البرج ظل مهجوراً لسنوات طويلة، إلى أن استخدم عام 1110 كمحطة مخصصة للسفن القادمة عبر البحر الأسود. وأثناء فتح القسطنطينية عام 1453 استخدم كبرج مراقبة وبقي كذلك إلى أن وقع زلزال عام 1509 أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة منه.

وعقب إصلاحه، استخدم كمنارة حتى عام 1829، وحينها بدأ يستخدم بمثابة حجر صحي. وعام 1832 تم ترميمه من قبل السلطان محمود الثاني، الذي أضاف الدعم الصلب حوله، كإجراء احترازي ضد الزلازل.

أما حالياً، تحول إلى مزار سياحي يصله الزوار عبر القوارب في رحلة تستغرق 10 دقائق فقط.